اتّصل بي صديق، يحيا في الخارج، وكلّمني في أمر وظيفة، عُرضت له، في مؤسّسة تملكها عائلة يهوديّة. شجّعتُهُ على أن يرفض العرض. قلتُ له ما يعني أنّنا لا يمكننا أن نسهم في ثروةِ أناسٍ، إن لم يقتلونا بأيديهم، يدعمون قاتلينا اليوم في أرضٍ اغتصبوها وفي جنوب بلدنا... قال: "دعني أفكّر". هذا كان قبل الاعتداء على غزّة. أمس، اتّصل بي من جديد. أخبرني أنّه لم يقبل الوظيفة، وشكر لي أنّني شجّعتُهُ على رفضها. قال حرفيًّا: "ما يجري في غزّة، يعظِّم قناعتك أنّه من الجُرم أن تقف حياديًّا أمام أيّ عداء مجرم. يجب أن تناصر الحقّ، أن تشارك، أينما كنت، مع أهل غزّة في هذه المعركة الوجوديّة"! صعقني جوابه. ذكّرني بردّ المطران جورج خضر على مَن سأله إن كان يرغب في أن يزور الأماكن التي تباركتْ بقدمَي يسوع. قال له: "لا أحتمل أن يمسك جوازَ سفري شرطيٌّ إسرائيليّ". هذه شراكة الكبار.
جميع الحقوق محفوظة، 2023