المناسبة: العمليّة الحربيّة الهمجيّة الإسرائيليّة على قطاع غزّة، تمّوز ٢٠١٤
سلام عليك، غزّة. سلام على جلبابك الأحمر القاني. سلام، أيّتها الجميلة الطالعة من تحت الركام. سلام على رجالك ونسائك وكلّ طفل فيك غفا على حجر.
غزّة، ما بالك لا تردّين السلام؟ هل تتأسّفين، في سرّك، على انتمائك إلى دنيا تكتفي بالصمت أو بالمشاهدة أو بالتأسّف؟ حقّك أن تتأسّفي! ما بك؟ هل يشغلك الخجل؟ ممَّ؟ هل من لونك الأحمر؟! إن كان لونك يخجلك، فلست على حقّ في خجلك؟ فهذا لون يشبه لون عنبك وسمائك في أوان الغروب وتلك الخمرة التي أتتنا حياةً من أرضك. هذا لون تخجل منه الألوان الأخرى كلّها، أيًّا كانت معانيها. فاتركي الخجل لها، بل لنا ولكلّ مَن حيّاك من بعيد متثائب. ثمّ ضعي إصبعك في عيني العالم، وقولي بفخر تبرعين فيه: الحرّيّة لا تُعطى فقط، بل تؤخذ أيضًا. واكتبي لنا على صفحاتِ غدٍ مستعجل موعدًا، لنلتقي على أرضك.