أعود اليوم إلى أنطاكية وجراح أهلها وأفراحهم، إلى أهلي الذين لم أغادرهم، الذين فتحوا عينيَّ على أنّ الله، في الحبّ، أعظم من عينيَّ. أعود إلى الذين أحبّهم، والذين يخصّونني منهم ببغضٍ ظاهر. كنتُ سأذكر اسمها مثلاً عن البغض. ولكنّي عدلتُ عن التجريح الذي تصرّ عليه. أعرفها من زمانِ تشنّجاتٍ حكمَتْنا في أنطاكية زمانًا ينتظر أن تكتمل نهايته. صديق لي وضع بين يديَّ أشياءَ عنها، عن التزامها الكنسيّ، عن مودّاتها وإنسانيّتها البيضاء، وعن سجنها نفسها في بغض التشنّجات. أعلم أنّ البغض، الذي تخصّني به، ربّاها عليه "أهلٌ" تحبّهم. بعض الحبّ هنا انفصال عن هناك! لا تستغربوا، بل احذروا من كلّ حبّ يقود إلى البغض. عدتُ اليوم إلى أنطاكية. أين أكون غدًا؟ في أيّ مكان ينزف أو تنتظر أفراحه مَن ينقلها إلى البعيد. هذا سفَر في الكلمة لا أرى أجمل منه سفرًا في دنيا تنتظر أن يبتلعها زمان الفرح!
جميع الحقوق محفوظة، 2023