3سبتمبر

سرّ الفقراء!

اليوم، توجّهتُ في سيّارتي إلى منطقة فقيرة تشبه المنطقة التي ترعرعتُ فيها. أردتُ أن أقضي فيها ساعةً أمشي، في شوارعها، أشمّ، عن قرب، رائحةَ ماضٍ لم يفارقني. كان الوقت ظهرًا، وقتي في المشي. لم أرَ شيئًا غريبًا عنّي. الأبنية. الناس. الغسيل المتدلّي على مناشر الشرفات. روائح الطعام الذي يُطبَخ. طريقة الكلام المتقطّع (بضع كلمات تفصل بينها شتيمة!)... هذه كانت شوارعي وكلماتي إلى سنّي العشرين، أي إلى اكتشافي "الكلمة" التي لا يوافقها أيّ كلام لا يوافقها. لفتني أنّ الناس، الذين التقيتُ بهم، كبارًا وصغارًا، بدوا كما لو أنّهم يعيشون في بلد آخر! كيف تقدر، في بلد منهار، يفتقد إلى كلّ شيء، على أن تفتح وجهك؟ كيف يمكنك أن تضحك؟ من أين لك هذه القدرة على الفرح؟ الفقراء سرّهم!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content