مرّةً، دخلتُ على الأب جورج مسّوح في بيته في "عالية" (جبل لبنان). كان في القاعة يكتب مقاله الأسبوعيّ. سبقتني عيناي إلى كلمتَين تعلوان رأس الصفحة البيضاء: زمان الأصنام. استغربتُ علنًا. الأب جورج صديقي، أعرفه بتفاصيله. كان من المستحيل أن يضع عنوانًا لمقالٍ قبل أن ينهيه. هذا إذا وضعه. مثلاً، كان معروفًا عنه أنّه أحيانًا يرسل مقاله إلى المحرِّر بلا عنوان، أي يترك للمحرِّر أن يختاره. أعتقد أنّ المقال ظهر إنّما بعنوان آخر. لا أعرف الآخر، أو لا أذكره. الذي أعرفه أنّ هاتَين الكلمتَين تنفعان عنوانًا لكلّ ما كتبه. تقول عن الأب جورج مسّوح كلّ شيء إن قلتَ إنّه كان مُقَوِّضَ أصنام!