كان غيّافًا[1]. وكان يصرّ على أن يظهر دائمًا بكامل قيافته الكهنوتيّة. وهذا كان يعرّضه لإهانات جمّة كلّما كان يتنقّل في شوارع المدينة الأوروبيّة التي يقطنها.
قال له، مرّةً، أحد تلاميذه العارفين بما يصيبه: خفّف عنك الهزء، واحصر ارتداءك جبّتك في الكنيسة، أو المعهد. فأجابه: صحيح أنّ كثيرين يهزأون بي في كلّ يوم، وأنّ بعضهم يبصق عليّ في غير طريق! ولكنّ واحدًا رآني مرّة وأنا راجع إلى منزلي، وسجد أمامي في الطريق، وطلب أن يعترف. وأنا من أجل هذا الواحد أتحمّل التعيير، وأرتدي هذا الثوب.
--------------------------------------------------
[1] الغيّاف من طالت لحيته وكبرت جدًّا.