الناسُ اليوم، إن سمعوا شخصًا ينتمي إلى جماعة نهضويّة يعبّر علنًا عن موقف كنسيّ أو وطنيّ، يلحقون جماعته به. أذكر هذه الأزمة في زمان قلّ فيه الذين يهمّهم أن يشهدوا للحقّ أو يخدموا الإصلاح العامّ. هذه اليوم أزمة العالم التي لا أذكرها انتقاصًا لحرّيّة أحد، الكاتب أو القارئ. الأزمة، التي تنتج هذا النوع من الأزمات، أي أزمة الاستعلاء على الكلمة المصلحة، هي أزمة عامّة. الكلمة المصلحة نكاد لا نجد لها مكانًا في الأرض. يُراد للقلم أن يخدم رواية الشعر في البلاط! هل أقول: لا تكتبوا، الناس لا تقرأ سوى ما يرضيها؟ لا، بل: لا تتركوا الرغبات المريضة تسحب من أيديكم كفاحكم ضدّ كلّ آفة وعوج. اذكروا أنّ الناس هم أحرار. كونوا أحرارًا. اذكروا أيضًا أنّهم مترابطون. اذكروا دائمًا أنّكم تكتبون لأناس، أيًّا كان بعدهم عنكم، هم إخوة. اكتبوا. علّوا الصوت. ناصروا الحقّ. هذا سبيل ثابت لخدمة الإصلاح.
جميع الحقوق محفوظة، 2023