كتبتُ لكم، من قبل، عن الحيّ الفقير الذي ترعرعتُ فيه. هذه هديّة، احتفظتُ بها لثلاثة عقود، أعطاني إيّاها أبي قبل أن يرقد بنحو عقد واحد. لم يكن أبي فقيرًا بالمعنى الكامل للكلمة. كان منتجًا. لكنّ مكتسباته في هذه الحياة جعلتنا ننتقل إلى حيّنا. لا أعلم مَن سجَّلَ لي على بطاقة هويّتي أنّني ولدتُ في حيّنا. على أنّ المخاتير يعرفون الناس بتفاصيلهم، هذا "خطأ" أفرحني دائمًا. أشعرني بأنّني من الحيّ أصلاً. عندما اكتسبتُ لغةً جديدة، صرتُ أعطي هذا "الخطأ" معنى يقنعني. الإنسان لا يولد يوم تلده أمّه فقط، بل في كلّ يوم أيضًا. هل أتنكّر لحيّ ولدتُ فيه ولآخر احتضنني؟ ما زلتُ أُولَد!
جميع الحقوق محفوظة، 2023