قبل أيّام، أراني أحد أصدقائي خبرًا عن أغنية مصوّرة يؤدّيها بعضُ أطفال يمجّدون فيها قوّة إسرائيل، ويدعون إلى إبادة غزّة "في عام واحد". الأغنية دمويّة في تفاصيلها، ولا سيّما في تشبيهها أهل غزّة بـ"حاملي الصليب المعقوف"! كلّنا نعرف جرح اليهود الباقي من النازيّة. ولكن، مَن يشبه النازيّة فعلاً، أهل غزّة الذين تقتل إسرائيل أطفالهم أو الذين يستغلّون الأطفال من أجل تثبيت العنصريّة والبغض وتناقلهما من جيل إلى جيل؟ تعلمُ إسرائيل أنّه، بما يخصّ الأطفال، لا يعبّر عن شرّ النازيّة أنّها فقط قتلت نحو مليون طفل ونصف من يهود وغيرهم، بل أيضًا أنّها استهدفت أطفالها في سعيها إلى قولَبة عقولهم بما يخدم بقاءها وحدها نهجًا للفكر والحكم. هذه الأغنية أثارت غضبًا عالميًّا دفعت إسرائيل إلى أن تسحبها من التداول بعد ساعات. ولكن، مَن يسحب هذا الشبه البغيض الذي خلّفته؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023