أضطرُّ، أحيانًا، إلى أن أطلب سيّارة أجرة (تاكسي). صرتُ أعرف الأحاديث التي يلقيها سائقو الأجرة، عن ظهر قلب. معظمها عن كَرَمِ أشخاصٍ أقلّوهم قبلك. أفهمُهم! أمس، بعد الظهر، ذهبتُ سيرًا إلى موقفٍ لسيّارات الأجرة. ركبتُ سيّارة، وقلتُ لسائقها أن يقلّني إلى الجانب الغربيّ من بيروت. أجابني توًّا: "ليس دَوري". ثمّ نادى أصحابه يسألهم: "دَور مَن؟". قَبِلَني سائقٌ آخر، وفسَّرَ لي ما جرى. قال: "يتحاشون زحمة السير في هذا الوقت". سألتُهُ: "أليس هذا عملكم؟". هرب من سؤالي إلى أحاديثه عن الكَرَم. أحترم ذكاء المجاهدين!
جميع الحقوق محفوظة، 2023