لا أعرف أين كنّا ليلة أمس، في الفوروم دو بيروت أو في مكان آخر خطفنا روح الله إليه. مرتّلون، من كنائس عدّة، جمعَهم أن يُنشدوا، بصوت واحد، لله، إلهنا الواحد. هذا هو اليوم الثالث من أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين. كان يومًا من الأيّام العظيمة التي استطاعت أن تستعجل عيد الفصح. كانوا أكثر من ثلاث مئة مرتّل. قالوا معًا: "إنّ وحدتنا تأخّرت كثيرًا. ها نحن. هذه دقائق يمكنها أن تستمرّ إلى الأبد"! حاولتُ، في مكاني، أن أخرج قليلاً إلى الذين يرفعون، من هنا ومن هناك، صوتًا آخر، الذين يعتقدون أنّهم وحدهم ذوو "الصوت المقبول". كانت الأصوات، التي أمامي، أقوى من أن تسمح لأيّ صوت آخر بأن يقول أيّ شيء آخر. كانت واثقة، قويّة، قويّةً جدًّا. لا تخرج من أفواه المرنّمين فقط، بل تنزل علينا أيضًا كما لو أنّها من السماء. ليلة أمس، قال مرتّلون، بلغات متعدّدة، إنّنا تعبنا من تحكُّم الانقسام.
جميع الحقوق محفوظة، 2023