14ديسمبر

بريق عينَين

رأيتُ عينَيها تنظران إلى "جارة" لها كانت تنزل من حافلة المدرسة. لم أسمعها تسأل: "لِم لا أرتاد المدرسة مثل الأطفال الآخرين؟"! أولاد "مديري الأبنية" (أي النواطير، كما يُسمَّون في بلدنا) لا يحقّ لهم أن يسألوا هذه الأسئلة علنًا. هذا لبنان العلم الذي بات معظم شبابه في الغربة، في غربة لا تختلف أوجاعها عن أوجاع أهلنا الذين يرون أنفسهم بيننا أنّهم في غربة. هذا ليس اضطهادًا للفقراء. كلّنا، في لبنان، بتنا فقراء. هناك شركة إنسانيّة، في دنيا العرب، زُرع مكانَها فينا أنّ الآخر هو آخر، هو بعيد، أو جار يطمع فينا. إن شئتم تحليلاً من خارج عالم السياسة، هذا حصدنا نتيجته حربًا في لبنان، وفي غير لبنان، ما زالت آثارها إلى اليوم! مَن يساعدنا على أن نستعيد أنّنا، في هذا المدى، شركاء في مصير واحد؟! آسف! نسيتُ أن أقول: كان عليكم أن تنظروا إلى بريق عينَيها. الأحرار يفرحون بتقدّم الآخرين.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content