قبل أن ينصرف أبي عن هذه الأرض، أوصاني أن "أتجنّب الانخراط في الأحزاب السياسيّة". لم يسمِّ لي حزبًا. قال وصيّته، مثلما نقلتُها إليكم الآن، بصيغة الجمع. هل الحرب في لبنان هي التي دفعته إلى ترك هذه الوصيّة؟ لا جواب آخر. كان أبي يكره "أن يتقاتل الإخوة". قال مرّةً: "الحرب وضعتْ أهل البيت الواحد بعضهم في وجه بعض". لا أطلب أن تروا أبي موضوعيًّا. أقول: ألزمتُ نفسي بحفظ وصيّته. قال لي حرفيًّا: "لا تنخرط في حزب قبل أن ترى أحزابُ لبنان أنّ الإنسان صوتٌ وكلمة، وجهٌ يرنو إلى الحقّ أينما ظهر، إنسانٌ لا آلة"! هل هذا ممكن في لبنان؟ لا حرّيّة في السياسة، إن لم يكن ممكنًا!
الممكن في لبنان
الأب إيليّا متري السّاعة التّاسعة الكنيسة خاطرة يوميّة على طريق السّلام فايسبوك لبنان