المقال الأوّل

المقال الأوّل، الذي كتبتُهُ في حياتي، كان عن "دخول السيّد الهيكل". لم أكن أملك حاسوبًا. كتبتُ المقال على ورق، واستعنتُ بالأب جورج مسّوح، رحمه الله، من أجل طباعته. كان ما زال علمانيًّا ينعكف في بيت أهله على كتابة أطروحة الدكتوراه لجامعته في روما. عندما أنهينا طباعة المقال، عدتُ إلى بيتي. على الطريق، في ازدحام السير، سمحتُ لنفسي أن أعطي عيني سريعًا للمقال. وجدتُ خطأً مطبعيًّا. انتهت الدنيا عندي! عدتُ إلى الطابع. صحّحناه، وقمتُ إلى البيت من جديد. في البيت، أعدتُ قراءة المقال. وجدتُ خطأً آخر، وغيّرت رأيي في جملة أو اثنتَين. في اليوم التالي، استقبلني الأب جورج ممازحًا، قال: "يجب أن ترسل المقال إلى الطبع قبل أن يخرج يسوع من الهيكل"! ثمّ نظر إليَّ بجدّيّة، وأردف: "الكتابة عمل متعب. حاول ألاّ تتعب نفسك بالمراجعات كثيرًا". ما زلتُ أحاول أن أحفظ الكلمة.