منذ أيّام، زرتُ المطران جورج خضر. قعدنا وحدنا في مقابل مكتبة مزروعة في قاعة بيته. مشهد الكتب دفعني إلى أن أسأله: "كم كتابًا قرأ المطران جورج في حياته؟". أجابني: "لا أحد يعدّ الكتب التي قرأها. قرأتُ الكتب. ولكنّي لا أرى نفسي قارئًا كبيرًا". أثارني هذا الجواب الذي صدر عن إنسان معروف أنّه كان يقرأ، على الأقلّ، ساعتَين في اليوم، بل كان يردّد في نهاية زياراته الرعائيّة في الأماسيّ: "عذرًا! يجب أن أمضي. أسقفكم ما زال يدرس"! سألتُهُ: "إن لم تكن قارئًا كبيرًا، فمَن أنت؟ ماذا تقول عن نفسك؟". قال: "إنّني كاتب". هل هذا حنين إلى الانحناء على الورق أو هو إفصاح ودود أنّ الكلمة أبدًا تعرف مكان نزولها؟