29أغسطس

المحسن

       أتاه طالبًا عونًا لفقراء الرعيّة. فقدّم له مبلغًا كبيرًا، وقال له: وزّعه كما أنت تعرف.

       شكر له الرجل عطاءه السخيّ، وهمّ بكتابة وصل، باسمه، بالمبلغ الذي استلمه. فقال له المعطي: أرجو منك ألاّ تكتب اسمي. فخضع. ووضع على الوصل، مكان الاسم، عبارة: "مِنْ محسن". وسلّمه إيّاه.

       استلم المتبرّع الوصل. ولمّا قرأ لفظة "محسن"، انزعج، وسأل زائره: هل تعرف معنى ما كتبتَ؟ وأضاف من دون أن ينتظر جوابه: إنّ الله، وحده، هو المحسن، ونحن بشر نحيا من خيره. إن كان هذا قصدك، فلا بأس بكتابة اللفظة. أمّا إذا كان الإحسان، برأيك، صفة تخصّني، فأطلب منك، الآن، أن تشطب اللفظة عن الوصل، حتّى لا يساء إلى الله وصفاته المقدّسة!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content