حزن صبيّ كثيرًا على فقده محفظته. وذهب إلى أبيه شاكيًا، وقال له ما جرى معه، والدموع تنهمر من عينيه. فأنّبه أبوه على حزنه وبكائه، وقال له: لماذا أنت حزين هكذا على فقدك محفظتك، هل توجد فيها أوراقك الثبوتيّة؟ قال: لا، أنت لمّا تسمح لي بأن أحمل بطاقة هويّتي خوفًا من أن أضيّعها. ولكنّي فقدت فيها المال الذي أعطيتني إيّاه، منذ أيّام، في العيد.
سأله أبوه مجدّدًا: هل أنت تحتاج إلى هذا المال الضائع لتشتري شيئًا مهمًّا؟ قال له: الآن لا. فقال له أبوه: إذًا، أنت فقدت ما لست بحاجة إليه الآن. لربّما سقط مالك في يد من يحتاج إليه الآن. كفكف دموعك، وصلّ إلى الله ليجده أحد الفقراء المعوزين الذين يحتاجون إلى المال أكثر منك. فإذا حدث يكون مالك المفقود قد وقع في يد صاحبه!