هناك أمور عدّة استوقفتني في قراءة الوثيقة الأخيرة التي سمحت روما فيها بمباركة الأزواج المثليّين. سأذكر الآن ثلاثةً منها. الأوّل، فصل البركة عن عمل الأسرار الكنسيّة. الثاني، فصلها عن الله باعتبار أنّ الإنسان المؤمن يمكنه أن ينقل البركة إلى الآخرين. لا تسمح العجالة بالتعليق على هذَين الأمرَين. ولذلك سأكتفي بطرح هذا السؤال: إذا كانت البركة تتمّ خارج العبادة كعمل إنسانيّ صِرْف، فلِم على كنيسة أن تصدر وثيقةً عنها؟ لا أعترض على "إنسانيّة الكنيسة". أسأل عن الكنيسة التي هي جسد المسيح، الإله والإنسان. هل أرتاب في إخلاص روما؟ لا! ما أقوله، يسمح به حبّي لها ولقداسة البابا الحاليّ الذي ما زال لبنان ينتظر زيارته. يبقى الأمر الثالث الذي يتعلّق بتنفيذ الوثيقة الذي تعتمد روما فيه على: "فطنة الكهنة وحكمتهم الرعويّة". كيف ستُضبط التجاوزات الفرديّة؟ الكنيسة الحيّة يمكنها أن تراجع نفسها.
جميع الحقوق محفوظة، 2023