ليس للعالم أن يقبل أنّ دعوة الإنسان أن يكون كاملاً (متّى ٥: ٤٨). ولكنّنا، مؤمنين، لا معنى لنا إن غابت عنّا معرفة هذه الدعوة، فكرًا وفعلاً. هل الكمال هو أن نصل إلى الله نحمل في جعبتنا أفعال برّ أكثر عددًا من أفعال الشرّ؟ غفر يسوع للصّ الذي صُلب عن يمينه في لحظةٍ ظلّلَها هو بنعمة أبده. هذا أمر الله الذي أعطاه لابنه الوحيد. الناس مقيّدون بالكلمة التي هي وحدها أساس حرّيّتنا. لا تقبل الكلمة أن نفرض عليها كلامًا غريبًا عن معناها. كلّنا يمكننا أن نعرف أنّ هناك آباءً كبارًا اعتقدوا أنّ الله هو، فقط، بحر من الرحمة. ولكنّنا لم نعرف من إرثٍ خلّفوه أنّهم انحازوا إلى اعتبار أنّ الله يُغمض عن الشرّ الذي يرتكبه الناس، قصدًا أو عفوًا. تبقى الكنيسة وطنَ السعي إلى الكمال.
جميع الحقوق محفوظة، 2023