افترق زوجان. فحاول صديق الزوج أن يعيده إلى بيته وعائلته. أمّا هو فبقي مصرًّا على موقفه، وأبى أن يسمع كلمة واحدة، أو أن يحاور.
ثمّ قصده بعد يومين، وكرّر ما فعل. فوجد أنّ موقفه ألين ممّا كان عليه أمس الأوّل.
استغلّ لينه، وقال له: إنّ للحياة المشتركة صعابًا جمّة. ولكنّ صعابها مربّية. فالإنسان، إذا قرّر الزواج، قلّما يفطن بأنّ لزوجته تربيتها وعاداتها وثقافتها، وأنّ هذه وتلك كثيرًا ما تكون مختلفة عن تربيته وعاداته وثقافته. فالزواج هو، دائمًا، لقاء بين اثنين مختلفين، أو متنوّعين. ولكنّ كلّ زوجين مدعوّان إلى أن يصبحا واحدًا. والوحدة ليست من هذا العالم، ولا من "أشياء هذا العالم". الله هو الموحّد. وهذه الوحدة، وإن كان دربها طويلاً، إلاّ أنّ المرء يمكن أن يجتازه بسرعة، إذا سكن الله وكلمة نعمته. وأضاف: إذًا، الحياة تبنى على ضوء طاعة مشيئة الله. وهذه المشيئة تطلب أن ينظر الإنسان، إذا جرى، مثلاً، خلاف بينه وبين زوجه، في أخطائه الشخصيّة، ويحاول الإقلاع عنها. الحلّ لا يمكن حصوله إذا نظر أحدنا فقط إلى هفوات الآخر وأخطائه، واعتبر نفسه كاملاً، ووحده على حقّ.
لمّا أنهى كلامه، ووجد أنّ قلب صديقه بات مستعدًّا، قاده إلى بيته بعد أن كان قد هيّأ زوجته بالكلام عينه.