اجتهدتُ، بما كتبتُهُ عن الأعياد التي عبرت، في أن أنحصر في مضامين العيد. أردتُ العيد أن يمدّ ذاته إلى مخابئنا، أن يزعزع خوفنا، ويخطفنا إلى سلامه. اليوم، وصلنا إلى العنصرة، إلى العيد الذي يجعل الأعياد الحاضرة والآتية عيدًا قائمًا "الآن وهنا"، بل الذي يجعل كلّ ما يخصّنا قائمًا في الله. هذا عيد الروح الذي ينزل علينا، الذي يبدّد غربتنا عن المعنى. هذا ليس بركةً وقتيّة، هذا ليس التفاتةً خاصّة، بل عطاء كلّيّ، عطاء أبديّ. هذا سكنى المعنى فينا. اليوم، كشف الله أنّه قرّر أن يقيم فينا أبدًا، بل أن يقيمنا في وضوحه إلى الأبد. هل هناك أوضح من شهادة الروح "أنّنا أولاد الله" (رومية ٨: ١٦)؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023