سمعت كاهن رعيّتها يعظ عن ضرورة الصوم قبل المناولة، فامتنعت من الاقتراب، وبقيت ممتنعة أسابيع عدّة.
شعر أترابها بأنّها تأتي إلى الكنيسة، وتشارك في الصلاة من دون أن تتناول. فجاءتها صديقة لها زائرة. وسألتها: أشعر بأنّك عدت لا تقتربين من المناولة، فهل هناك من مانع يحول دون اقترابك؟ أجابتها: سمعت الكاهن، منذ آحاد، يتكلّم على الصوم قبل المناولة، فتوقّفت، لأنّي آكل صباحًا. ثمّ أضافت: لا تفهمي أنّ لي اعتراضًا على ما قاله، أو أنّ عندي أسبابًا صحّيّة تضطرّني إلى الأكل. لا هذا سببي، ولا ذاك. أنا امرأة تحكمني العادة. فإنّي، منذ أن كنت طفلة، آكل كلّ صباح في وقت محدّد، وبقيت هكذا إلى الآن، ولا أظنّ أنّني قادرة على أن أكمل الخدمة وأنا صائمة. هذا هو سببي كلّه. ومن دون أن تدخلا في جدال، قالت لها زائرتها: أحيانًا لا يعرف الإنسان قدرته الحقيقيّة قبل الاختبار. أنتِ تقولين إنّ ثمّة عادة تحكمك، وأنا لا أناقش صدقك. ولكنّي أقترح عليك أن تحاولي، وإن لم تستطيعي أن تكملي الخدمة، اخرجي، وافعلي ما تشائين! فاتّفقتا على ذلك.
جاء يوم الأحد، وكانت تلك السيّدة صائمة كلّيًّا، وبقيت، واقتربت، وتناولت. وصارت تصوم قبل كلّ خدمة، بعد أن اكتشفت أنّ الربّ يعين الإنسان لما فيه خيره.