­
Skip to content
1يناير

الصوم الكبير

الصوم، للذين يمارسونه بقناعة واعية، هو اعتراف علنيّ أنّ الدنيا إنّما هي إلى زوال. كلّنا نعرف أنّ هذا الصوم الكبير طريقنا إلى الفصح، رحلة إلى العيد، كما يسمّيه الطيّب الذكر الأب ألكسندر شميمن. ولكنّ الفصح لا نصل إليه من دون صليب، من دون موت. إذًا، الصوم هو هذا الإقرار الإراديّ أنّنا نقبل هذه الطريق، هذه الرحلة، كما هي مرسومة: "موت فقيامة". هذا يكشف أنّ الرحلة، مقبولةً، هي متعبة وممتعة في آن. لا أحد يمكنه أن يحسب أنّ اختيار هذا الفقر المربّي، الذي يفترضه التزام الصوم، أمر هيّن. لا أفصل بين التعب والمتعة. هذا تعب الاختبارات الذي تحتضنه النعمة. يكفينا الوعي الذي يعطيه اختبار أنّ حياتنا في الأرض "مثل العشب" (مزمور ١٠٢: ١٥). لا تتركوا هذا الاختبار يعبر من دون أن تقبلوه أساسًا لقناعتكم، بل أساسًا لحياة متجدّدة. هذا، إلى العيد، سبيل إلى نضج عظيم.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023