أذهلني خبر عن أناس مجهولين سدّدوا ديونًا عن فقراء في محالّ للبقالة في بعضِ محافظاتٍ سوريّة. سمعني أحد أصدقائي أتكلّم على الخبر باندفاعٍ ظاهر. قال: "إن كنتَ تفكّر في أن تكتب عن الخبر، انتظر! لا تستعجل. قد يكون هذا كَرَمًا سياسيًّا". "سياسيًّا!"، ردّدتُ بتعجّب. قال: "الحروب تجعلني في قلق حقيقيّ على الفقراء! ألا تستغلّ الحروب الفقراء؟"! حاولتُ أن أنتظر. أعلم أنّ لحم الفقراء قد يُستعمَل، لا سيّما في الحروب، إذكاءً لنار مشتعلة! لكنّي لم أستطع أن أتجاوز إعلان رغبتي في أن يكون الحبُّ صريحًا دائمًا. "مياه كثيرة لا تستطيع أن تُطفئ الحبّ" في سورية. من دون الحبّ، كلّنا مجهولون!
جميع الحقوق محفوظة، 2023