تودِّع كنيسة روما غدًا، في صلاة أخيرة، قداسة البابا بنديكتوس الـ١٦ بعد أن قضى عمرًا طويلاً يعطي الله ما أعطاه في قلبه وعقله. إن كان من الممكن أن يُقال في هذا الأسقف الكبير بضع كلمات، لا أرى أوفق من أنّه كان، في مواقفه اللاهوتيّة، يعرف متى يكون دقيقًا كاثوليكيًّا ومتى يجترئ. هل أقول إنّ تنحّيه عن السدّة البابويّة هو من دقّته في الجرأة؟ لا أعرف أحدًا قال كلمةَ فصْلٍ كاملةً في هذا التنحّي. هل هي الشيخوخة وأتعابها، كما قال هو؟ أو هي مشاكل داخليّة في كنيسته دفعته إلى هذه الخطوة النادرة في تاريخها، كما يُقال…؟ لكنّي أعرف أنّ الرجل، في زمانه، مثّل لكنيسته، ولمحبّي الله في غير مكان، أنّ الإنسان يخصّ الله وحده. ذهب البابا بنديكتوس إلى الله الذي كان يثق ثقةً كبيرةً "بقوّة رحمته الجبّارة". ذهب يضع بين "يدَيه الأمينتَين" ما حقّق وما أراد أن يحقّق.
البابا بنديكتوس
الأب إيليّا متري على طريق السّلام السّاعة التّاسعة وجوه غابت فايسبوك الكنيسة خاطرة يوميّة