تعبنا من تحذيرنا من مآسي تجمُّعِ العائلات في الأعياد في البيوت. هذا تحذير الوجع من حقد الوباء في بلد متعَب يقول أولو الأمر فيه إنّهم، في حال وقوع الكارثة، أعجز طبّيًّا من أن يقدروا على مواجهته. عبر عيدان، عيد الميلاد ورأس السنة. العيد في الدنيا اجتماع. ولكنّ الحياة ثمينة. هل يسمح محذّرونا بسؤالهم: "هل أنتم متأكّدون من أنّ الناس في لبنان ما زالوا قادرين واقعيًّا على أن يجتمعوا على مائدة العيد، أيّ عيد؟"؟ لا أحبّ اللغة المُغِمّة. ولكنّنا علمنا، من العيدَين اللذَين عبرا، أنّ الغلاء الفاحش جعل هذا التحذير مبالغًا فيه. الدنيا اختلفت، أيّها الأصدقاء. لبنان اختلف كلّه، مدينةً مدينةً وبلدةً بلدة. هل أقول إنّ تهديد المرض هو المتعِب؟ هو والعجز العظيم الذي نبدو في لبنان أنّنا لا نريد معالجته! إلى متى؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023