هذا عطركما يتضوّع بيننا. الفرح، الذي كنتما تبثّانه هنا، ما زال يدوّي في كنيستنا وقاعاتها وشوارعنا وبيوتنا. أتذكرُ، يا رامي، ما قلتَهُ لي قبل أن تنطلق إلى أوكرانيا، بلد أمّكما؟ قلتَ إنّك "ذاهبٌ تبحثُ عن الخبز" في بلدٍ يغطّي، مع روسيا، نحو ثلث حاجة العالم إلى القمح. ذهبت. ذهبتما. ولكنّ الحرب، التي حدثت، أظهرت أنّ ما ثبّتته فيكما حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في لبنان أعظمُ من كلّ ما خطّطتماه أنت وأختك. أظهرتكما خبزًا للناس! أخبرَني الإخوةُ عنكما أنّكما، منذ بدء الحرب، انصرفتما إلى إعانة الذين شرّدتهم الحربُ وحقدُها ودمارُها. كلُّ مشرَّدٍ أخي! سمعنا أنّ هناك شبابًا رجعوا إلى بلادهم من أجل أن يشاركوا في الحرب. أنتما فرزكما الوعي من أجل أن تقوّضا ظلمَ الحربِ بالحبّ الذي لا معنى للعالم من دونه. كونا بخير. كان الله معكما دائمًا. هذا ابتهالنا أنّ الحبّ أقوى!