الأب إيليّا متري | Father Elia Mitri

إلى الخوري إدي أبي يونس

يوصي تراثُنا النسكيُّ الراهبَ المبتدئَ أن يهرب من اثنين: الأسقف والمرأة. هل يمكننا نحن الكهنة أن نقبل هذه الوصيّة أيضًا؟ إن كانت حياتُنا طاعةً وخدمة، فكيف تكون لنا؟ لنا روحُها. خدمتنا، أو أيّ خدمة أخرى، لا تصحّ بلا هروب، هروب من التزلّف إلى الكبار في الدنيا، ومن أيّ علاقة غريبة... هل ترى في الوصيّة خوفًا من المفاضلة بين الأسقفيّة وحياة الدير؟ في غير حال، ليست الدرجات الكهنوتيّة سلّمًا إلى الأعلى. الكهنوت مواهب. ثمّ البتوليّة قرار يُجدَّد يوميًّا لمدى الحياة. ليس عندي ما أقوله لك سوى ما نراه فيك. كنْ كما أنت، صديقًا للمسيح ولإخوته. لا تشتهِ لنفسك مجدًا آخر! انسَ نفسك. لا تذكرْ حتّى تاريخ رسامتك. لا تحتفل به، ولا تنتظر أن يذكره أحد. أكمل هكذا انطلاقك إلى وجه "الآتي"، وارجُ، متى أقامك إليه، أن يعلن، أمام الملائكة والقدّيسين، أنّك كنتَ صورةً له في خدمتك! مستحقّ!

شارك!
Exit mobile version