هذه الأيّام العصيبة تريدنا أن نزداد ركونًا إلى كلمة الله. ألم يمنعها عنكم الذين قرّروا إبادتنا؟ لا تخجلوا من امتناعٍ لم تقرّروه. فهذا زمان لقراءة هي هدف كلّ قراءة. صدّقوا أنّ العالم كلّه، اليوم، يقرأكم. بتّم كلمةً تحكي قصّة إلهنا غير المقبول في العالم. أليس هذا هدف الكلمة: أن يغدو الإنسان كلمةً للإله غير المقبول في العالم؟
لقد قال يسوع: "إن كانوا اضطهدوني، فسيضطهدونكم أنتم أيضًا". هذا لم نفهمه اضطهادًا آخر، بل إنّه، إن جرى لنا، يقول: سأراه تمثّلاً، أي هو إيّاه. فيسوع، كلمة الله الحيّ، يحبّ الإيقونات. ولا بدّ من أنّه يرى أنّكم استحققتم هذا التطابق العجيب معه. لا أقول إنّه يحبّكم فقط، بل يريدنا أن نراه فيكم أيضًا. فأنتم غدوتم مثله. تحقّق فيكم قوله: "كونوا مثلي". فهذا، واقعيًّا، لم يتعلّق بمحبّة الفضيلة وحدها، بل ببذل الدم أيضًا.
البلاغة العليا، منذ صلب الكلمة، يكتبها الدم. الكلمة والإيقونة لم تُكتبا بالحبر فقط، بل بالدم أيضًا. لم يكن في المسيحيّة أمرٌ أغلى من الكلمة والإيقونة. وما من أمرٍ لأهلها، اليوم، أغلى منكم، ليتّخذوكم إلى قلوبهم، ويبذلوا من أجلكم كلّ ما يبقيكم، ويحييهم.