أمس، أَفَقْنا على خبرٍ غريب. الناس، رفاقك في لبنان، يردّدون اسمَكَ يرافقه اسمُ أخيك، ماهر (رحمه الله). قالوا إنّ هذا الوباء المستجدّ، في غيابك عن دمشق، غلب أخاك. خطفه بقسوة إلى مقبرةٍ في قرية "نجها". رقد هناك من دون أن يصلّي عليه كاهن. الأخبار عديدة. بعضٌ يقول إنّه لم يُصَلَّ عليه "خوفًا من العدوى"! اعذرني! لا أريد أن أزيد على جروحك جرحًا. لكنّي لم أصدّق الخبر في البدء، بل أعترف لك، بخجلٍ يحرجني، أنّني وقفتُ في وجهِ بعضِ إخوةٍ كانوا يتناقلونه. ثمّ اتّضح أنّه الخبر! ماذا أقول لك؟ ليس عندي ما أقوله سوى أن أعزّيك بحقيقة المسيح الذي ألغى مقابر التاريخ. المسيح قام، يا أخي! أعزّيك على رقاد أخيك الذي، مثل معلّمه، تركه الجميعُ في يوم موته، وهربوا (مرقس ١٤: ٥٠)!