هذا ما قاله المطران جورج خضر في زيارة كنتُ إليه فيها قبل أيّام. قال: "أنا فقير". وجدتُ نفسي أقول له: "كلّنا فقراء. ولكنّنا لسنا فقراء مثلك. نحن لم نُغنِ كثيرين". نظر إليّ نظرةً أعرفها، نظرةً يجتمع فيها التواضع والخجل. لم أقصد بجوابي أن أمتدح لحمًا ودمًا. الكلمات خرجت منّي، من ذاتها، شهادةً للحقّ. لا أختصر مضمون الزيارات إليه إن قلتُ إنّ أيّ زائر، يقعد إليه قليلاً، يمكنه أن يشعر أنّ الرجل غارق في صلاة مستمرّة. يطلب الرحمة. يردّد آياتٍ من الكتب، لا سيّما من "المزامير". ولكنّ الذين عرفوه فعلاً يمكنهم أن يشهدوا أنّ سرّه الأعلى هو في اعتباره أنّ الحياة في المسيح هي علاقة ومسؤوليّة. هل أقول إنّه، بكلماته، ما زال يخاطبنا كلّنا، كبارًا وصغارًا؟ أعظم الكلمات هي التي تبقى معك. لم ينسَ المطران جورج أنّه هنا من أجل أن يقودنا إلى هناك، "إلى رَحْبٍ لا حصْرَ فيه".
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults