قرأتُ متأخّرًا أمنيات الطفلة سيلا. وصل إليها قصف المجرمين قبل أن تُكتشَف أمنياتها. مَن يقنع "دولة" الحقد، التي تتوهّم أنّ الله معها، أنّها لا تُجرم بحقّ أحد كما تُجرم بحقّ الله؟ لا شيء أغلى إلى قلب الله من طفل يتمنّى. هذه ثقة الأرض بالسماء. تقف إسرائيل في هذا الخطّ المجرم بين الله وأهل غزّة، كبارًا وصغارًا. تقول، بحقدها الأعمى، إنّني هنا من أجل أن أقطع عنكم كلّ شيء، كلّ ما يحييكم أو يجعلكم تطمحون إلى غدٍ أحلى، أقطع: الماء والكهرباء والهواء والشمس والخبز والدواء… وأمنيات أطفالكم! ماذا قالت سيلا؟ بضعة أشياء وصل إليّ منها أنّها، بعد انتهاء الحرب، ستأكل ما طاب لها من الأطعمة (٣٠ يومًا دليفري)، وتشاهد التلفزيون على قدر ما تحبّ، وتشتري ثيابًا جميلة، وتكلّم أباها ساعاتٍ كلَّ يوم… لم أقرأ أنّها تمنّت أن تُزال دولة إسرائيل من الوجود. تركت لرفاقها الصغار أن يكملوا أمنياتها!
جميع الحقوق محفوظة، 2023