أعياد "الظهور الإلهيّ"، يُبيّن ترتيبها أنّ يسوع إله يسبح في الخطر، يحوط به تهديد من هنا وهناك، إله هو عمومًا هارب ومرفوض. لا عبارة كتابيّة، في عيد الميلاد، تجرح أكثر من عبارة الإنجيليّ لوقا: "لم يكن لهما (أي ليوسف ومريم) موضع في المنزل" (٢: ٧)! لا تعني العبارة أنّ المقصودَين فيها سيجدان لهما موضع في مكان آخر، بل أنّ يسوع، وكلّ مَن يحبّونه، ليس لهم موضع في العالم. انتبهتم إلى جنون هيرودُس وقتله أطفال بيت لحم وهروب يوسف ومريم بالصبيّ من مكان إلى مكان. اليوم أيضًا، في عيد "الغطاس"، يرى تقليدنا، في معموديّة يسوع، رمزًا لموته وقيامته… من البدء، يبدو يسوع إلهًا يصرّ على أن يكون الناس أحرارًا حتّى منه. لا يوجد، في العالم كلّه، إله مثله يترك للناس الحرّيّة أن يقبلوه أو أن يرفضوه. هذا من بلاغة أعياد الظهور أنّ يسوع جاء، ليحيي فينا أنّنا أبناء الله (غلاطية ٤: ٧).
جميع الحقوق محفوظة، 2023