كان يصغي إلى عظة يوم الأحد بصعوبة بالغة. فهو رجل ضعيف السمع. ولكنّ ضعف سمعه لم ينتقل إلى قلبه.
كان الكاهن، في ذلك اليوم، يتكلّم على خدمة الفقراء. ورسم أمام سامعيه طرائق معونتهم المتنوّعة. وذلك بعد أن أكّد أنّ هذا حقّ الله على كلّ عضو في الكنيسة، غنيًّا كان أم فقيرًا. فالعطاء فريضة تخصّ الجميع، كلّ واحد حسب قدرته (مرقس 12: 41- 44). وممّا قاله: يمكنكم أن تحسنوا إلى المعوزين الذين هم حولكم. ويمكن بعضكم، ممّن يملك مؤسّسات أو يديرها، أن يكرّم موظّفيه وعمّاله، ويساهم في رفعهم ليكونوا قادرين على أن يعيشوا وأولادهم حياة كريمة. لا تفكّروا في ربحكم فقط، فكّروا أيضًا في أن تربحوا أصدقاء لكم بإنفاقكم "مال الظلم" على من هم قادرون على أن "يقبلوكم في المساكن الأبديّة" (لوقا 16: 9). ويمكنكم أيضًا أن تدعموا صندوق الخدمة الاجتماعيّة في الرعيّة. ثمّ بيّن لهم أهمّيّة هذه الطرائق. وشدّد على الطريقة الأخيرة، بقوله: إنّ المؤتمنين على هذا الصندوق يعرفون من هم المحتاجون بيننا حقًّا.
فجاء الرجل، الذي كان يسمع بقلبه، بعد انتهاء الخدمة، ولبّى هذه الدعوة الأخيرة وحده!