المكان، الذي أقف فيه في خدمة كنيستنا، لم يشغله قبلي سوى كهنة هجّرتهم إسرائيل من بلدهم، في العام ١٩٤٨، بعد "النكبة". بكلام أكثر تدقيقًا، الكنيسة التي دخلتُها خادمًا كان العمل فيها يقوم على كهنة من هناك وعلمانيّين بعضُهم من بلدنا وبعضهم من هناك أيضًا، ممّن أُخرجوا قسرًا من أرضهم، ووجدوا، في هذه الأرض، موئلاً لهم. هل رأى العلمانيّون المهجَّرون أنّهم، مع الكهنة، يمكنهم من هنا أن يترصّدوا درب عودتهم إلى أرضهم؟ المعيّة كلّها طموح. الكبار، الذين عرفتُهم، معظمهم عادوا إلى الله. ولكنّهم كلّهم أورثوا أولادهم حبّ أرض لم يَرُوها إلاّ في حكاياتهم. كيف يولَد الحنين من الحكاية؟ الذين يعلمون أنّ الحكايات هي رواتها يفهمون معنى هذه الولادة. أرى اليوم بعض "الأولاد" يمدّون عينَيهم نحو أرض آبائهم! قال لي واحد منهم: "أسمع قرع أجراس. هل هي أجراس العودة؟"!
جميع الحقوق محفوظة، 2023