المناسبة: استشهاد أوّل شهيدة مسيحيّة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، تمّوز ٢٠١٤
إلى جليلة عياد،
لِم أراد بعض الإعلاميّين العرب فصلك عن أترابك الذين سبقوك إلى جوار ربّك؟ قالوا إنّك "أوّل ضحيّة مسيحيّة" في العدوان الإسرائيليّ على غزّة (قالوا، بتهذيبهم المعهود، الهجوم الإسرائيليّ!). هل أرادوا أن يتوخّوا "الدقّة" في مقاربتهم المظالم التي تجري على أرضك؟!
لا، سيّدتي، لست أرى أنّ أحدًا دقيقًا وبليغًا مثلك ومثل الذين ذهبوا قبلك ومعك. لست أرى أعلى دقّةً وبلاغةً من موت يطلق فينا حماسة السجود لبراءة تتحدّى ظلم العالم، وتستشرف النصر والوحدة والسلام من تحت الركام! ألم يمت معلّمك ظلمًا، وانتصر؟ ألم يمت من أجل أن يجمع المتفرّقين إلى واحد؟
بوركتِ يا أيّتها الجليلة، وبوركت أرض فلسطين التي، في ضمّها إيّاك، ضمّت جسدًا طاهر يحمل قوّة القيامة، وأنبأت بوحدةٍ تنتظر أن تكتمل.