يستوقفني اليومَ المعنى الذي يحمله هذا اليومُ الذي هو لكثيرين في العالم شرفة تسمح لهم أن يُطلّوا على سنة كاملة. أعطانا الله اليوم. هذا يعني أنّه يقيم فيه معنا. لا معنى لتاريخنا كلّه، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً، إن لم نرَ كلّ يوم، نُعطاه هديّةً، دعوةً إلى أن نفتح عينَينا على أنّ الله هنا، معنا. كلّ يوم يحمل لي هذه الفرصة الجديدة، أنّه يسمح لي أن أرى الله سيّدًا لحياتي. لا أشجّع نفسي على الاطمئنان إلى تعاقب الأيّام، بل إلى ذاك الذي يملأها من حضوره الكريم. الله غاية في الكَرَم، في غير حال. هذا أسلوبه الواحد مع المستحقّ وغير المستحقّ، مع الذي يَرى فعله والذي لا يَرى شيئًا. الله مجّانيّ. يضع اليوم في أحضاني أن أزداد وعيًا أنّني فقير إلى عطايا النعمة التي يغدقها الله علينا جميعنا من دون كيل. قال يسوع: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يوحنّا ١٥: ٥). استشرفوا الأيّام من هذه الكلمات، وكونوا دائمًا بخير.
جميع الحقوق محفوظة، 2023