22يناير

يا غزّة

أين العالم منك، يا غزّة؟! مَن يستأهل أن نُقابله بك اليوم؟ مَن يمكنه أن يجاريك في هذا الحبّ العظيم الذي يخصّك أهلك به؟ الناس تحبّ أرضها. أمّا مثلك، فمَن يمكنه أن يدّعي أنّه مثلك؟ ما تبدين عليه، يعجز لسان عن أن يتحدّث عنه. أنت أبلغ من كلّ ما قيل فيك. بلدان عديدة ادّعت، في حروب خاضتها، أنّ العالم كلّه يحاربها. ولكنّ العالم، هذا العالم، يحاربك كلّه فعلاً. العتاد في يد. أمّا العالم، فبالرضا أو بالتجاهل! لا بدّ من أنّك عرفتِ. يعرضون على أهلك فيك أن يبدلوك بأرض أخرى. ولكنّك تعلمين، من دمهم الذي يرويك، أنّك حبُّهم الباقي إلى النهاية. هذا زواج مكتمل! لا يفهم الحقد هذه الوحدة العجيبة التي بينك وبينهم. الجهلة لا يفهمون. الجهلة لا ينتصرون. مَن يغلب مدينةً غدت كلّها حمراء، دمًا وبخورًا على جمر؟! يا غزّة، ارفعي صوتك بثقة. قولي: "أنا فريدة في الأرض". أنت فريدة!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content