قلتُ لصديق لي خطفت عينَيه نقاطُ ماءٍ تساقطت في بيته على أريكة مجدَّدة: "مصير الماء أن ينشف"! سمعني. ولكنّ عينَيه بقيتا تستطلعان "مصير الأريكة"! أكسبتني الأيّام خوفًا، بات يلازمني كظلّي، (خوفًا) من تجاوز الوعي أنّ أشياءنا قد تنخرب في أيّ لحظة. ما سرّ القلق على المقتنيات؟ هل هذا تعلُّقٌ بالدنيا يتضمّن، في طيّاته، أنّنا باقون فيها إلى الأبد؟ أفهم الذين يعتنون بأغراضهم. أفهمهم، وأحترمهم. ولكنّني لا أفهم أن يغلبنا الاستغراق في الحزن على خسارة ما نعرف أنّنا قد نذهب قبله. أن نمرّن أنفسنا على أنّ هذه الدنيا كلّها، كلّها، أجل كلّها، لا بقاء لها، هذا سبيلٌ إلى وعي عظيم.
جميع الحقوق محفوظة، 2023