أيّ أخ شابّ، سألني نصيحةً هنا، كان جوابي له واحدًا: خذْ من هذه البلاد علومَها التي ترى نفسَكَ قادرًا عليها أو التي تقدّمُها هي لك، وخذْ لغاتها، لبنائك وازدهار بلاد تنتظرك. لا تهتمّ بأيّ ثروة أخرى تغري الناس. كلّنا، مسافرين، ورثة موسى! أفترض أنّك تبحث عن أصل جديد. موسى مثلك. ربي في قصر فرعون. ولكنّه، عندما ذكر أصله، صار شعبُهُ وقضاياهم هما قصره! التحقَ بهم، وربطَ مصيره بمصيرهم. هذا يفترض أن تحيا في الغربة مع شعبك واثقًا أنّ لكم جميعًا موعدًا ثابتًا مع أرض بلادكم. يقول الكتاب عن موسى: "وكان موسى ابن مئة وعشرين سنةً حين مات، ولم تكلّ عينه…" (تثنية ٣٤: ٧). لاحظ الكلمة: "ولم تكلّ عينه". الإنسان عين لا تتعب من النظر إلى الله الذي كلّفنا أن نحفظ أنّنا له في المكان الذي أوجدنا فيه. هل نموت مثل موسى قبل أن نعود إلى أرضنا؟ المهمّ أن نحيا مثله!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults