في وسط القرن الثالث، شنّت الإمبراطورية الرومانيّة اضطهادًا عظيمًا على الكنيسة دام سنين. استُشهد كثيرون، وجحد آخرون الإيمانَ علنًا. بعد أن هدأ الاضطهاد، طلب الجاحدون أن تتوب الكنيسة عليهم. انقسم المؤمنون في شأنهم. بعضهم قبلوهم فورًا. بعضهم حكموا أنّ جحودهم لا يُغتفَر. وبعضهم، كان معهم القدّيس كبريانوس القرطاجيّ، رأوا أن تُترك لهم مساحاتُ الحياة لتثبيتِ توبتهم. من إرث تلك السنين، كتاب كبريانوس "وحدة الكنيسة" الذي ردّ فيه على الذين دفعهم تباينهم عنه إلى أن ينشقّوا عن الكنيسة الجامعة، ويعلنوا أنّهم "الكنيسة النقيّة". قال في كتابه: "مَن ليس له الكنيسة أمًّا، لا يقدر الله أن يكون أباه". قال أيضًا: "مَن ليس له المحبّة، ليس له الله". مَن يعطينا بلاغة القدّيسين خلاصًا لكلّ يوم؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023