عندما انصرفتُ إلى وضع كتاب "وجوه من نور" الذي رويتُ فيه شهاداتٍ عن إخوةٍ كبار يحيون بين ظهرانَينا (أصدرته تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة، العام ٢٠٠٥)، نقلتُ مسوّدة صفحاته الأولى أوّلاً إلى المطران جورج خضر المقيم في دارةٍ يحتلّها النور من داخل ومن خارج. كان لقاؤنا دليلاً على أنّني يجب أن أترك الكتاب يكتب ذاته، أي أن يكون كتابًا يكتبه آخرون معي. زوّدني المطران جورج بأخبار عن وجوه عديدة. بعد هذا اللقاء الأوّل، اتّصلتُ بإخوة آخرين، مطارنةً وكهنةً وعلمانيّين. الذين قابلتُهم منهم تركوا معي أخبارًا عن إخوة شهود عرفوهم في حياتهم. القداسة لكلّ الناس. بعد أن أرسلتُ الكتاب إلى الطبع، حدث شيء أحبّ أن أذكره لكم. فرضتْ قصّةٌ جديدةٌ عليّ أن أوقف الطباعة، وأضيفها إليه. تكرّر الأمر. لم أكرّر ما فعلتُهُ. طبعتُ الكتاب بعد أن طبع قناعتي أنّ النور، في العالم، ليس كتابًا يُختم.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults