في بيت ابني، إيقونة ليسوع مثبّتة فوق باب المدخل. يعرف ابني أنّه ليس من تراثنا أن نضع الإيقونة في بيوتنا إلاّ في غرفة داخليّة، في مكان الصلاة، على الحائط الشرقيّ. ليست الإيقونة مشهدًا للعموم، بل هي انفتاح في الزمان على أبدِ الذي أتانا من مشرق المشارق. ولكنّ ابني يعتقد، مثل كثيرين غيره، أنّ الإيقونة هي للحماية وللرعاية. أعرف هذه الإيقونة، التي على الباب، من بيته في لبنان. كاتب الإيقونات المبدع صديقي الأب أنطوان شويتي هو الذي رسمَها على خشب من أرز لبنان. أخذ ابني معه إلى الخارج روح تراثنا ووطننا. الحياةُ أمانةٌ لهذا الوجه الذي ليس مثله وجه، تبتّلٌ له في غربة العالم، هربٌ إليه من كلّ إغراء قاتل. صورة الربّ هنا حضوره. هي لا تدعونا إلى أن نعبر إليه فقط، بل تعطينا نعمة أن يعبر هو إلينا أيضًا. ليس هناك رفيق أوفى من يسوع. هذا إيمان ابني، في قربه وبعده.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults