ثمّة في كنيستنا عقيدتان تتعلّقان بمريم: "والدة الإله" و"الدائمة البتوليّة". الأولى ثبَّتَها المجمعُ المسكونيُّ الثالث العام ٤٣١، والثانية المجمعُ الخامس العام ٥٥٣. الذين تابعوا "خدمة المديح" في الصوم، لم يفتهم السؤال المدوّي: "كيف استطعتِ (يا مريم) أن تلدي، وتلبثي عذراء (بتولاً)؟". الخدمةُ دعتنا إلى أن "نتعجّب من السرّ". هذه أودّ أن نراها دعوةً إلى الصليب أيضًا! ماذا جرى على الصليب؟ جعل يسوعُ أمَّهُ، بكلمةٍ منه، أمًّا لمحبّيه (يوحنّا ١٩: ٢٦). هذا عينًا ما جرى في البشارة: الله، من دون زرع رجل، جعل مريم أمًّا لابنه (لوقا ١: ٢٦- ٣٨). هذا تراثنا.