قبل أيّام، استوقفتني عبارة "القنابل الفسفوريّة" التي تستعملها إسرائيل في عدوانها على غزّة (وجنوب لبنان). بحثتُ عن معنى العبارة. وجدتُ شيئَين: أنّ هذه الذخيرة الكيميائيّة، التي استُعملت في حروب عديدة منها الحربَين العالميّتَين الأولى والثانية، تُحظّر القوانين الدوليّة استعمالها. ثمّ أنّها من الذخائر التي يعظّم الهواء اشتعالها إلى درجة يصبح اطفاؤها صعبًا. ماذا يعني هذا في العدوان على غزّة؟ أيضًا شيئَين: أنّ إسرائيل لا تعبأ بقوانين الدول التي معظمها تنام على كتفها. ثمّ أنّها هي، كما تظهر تجاوزاتُها، تحيا في وهْم أنّها ستحدّد لغزّة هويّةً جديدة! هل ستبقى الدول النائمة مستغرقةً في النوم أمام المجازر في غزّة؟ بدأنا نسمع، هنا وهناك، بعض أصوات تدين العدوان عليها. ولكن، أيًّا كان حال دول العالم، هويّة غزّة لن يحدّدها سوى غزّة. "الليل زائل والاحتلال كذلك، لا محالة"!
جميع الحقوق محفوظة، 2023