كلّما غلبتنا الهجرة، يتسابق أناس، من سياسيّين وإعلاميّين…، في تعظيم المصيبة. يقولون إنّ الذين تركونا ليس مثلَهم أحد. يتركنا الشباب، الطموحون، المتعلّمون والأدمغة… ولكنّ هذه المبالغة في هذا التعظيم يمكن أن تشجّع على الغطرسة، بل أن توحي أيضًا أنّ الذين يختارون البقاء في بلدهم، معظمهم عجائز، جهلة وبائسون… لا أقلّل من قيمة الذين تركونا أمس واليوم. الذي أفعله أنّني أستفظع علنًا أن يأخذ أحدٌ من مبالغات الناس أن يطبّق على نفسه ما يُعظِّم المصيبة، أي أن يقول هو عن نفسه إنّه من الأدمغة! قالت لي صبيّة ترى إلى البقاء خيارًا واجبًا: "أعرف شبابًا كثيرين يختارون الحياة في لبنان لاعتقادهم أنّ هذا يُبقيه لهم ولسواهم". أرجو أن ينتصر هذا الخيار.
جميع الحقوق محفوظة، 2023