9ديسمبر

نحن صديقان

التقيتُ بشابّ وصبيّة مقبلَين على الزواج. قعدنا في باحة الكنيسة، في مساء قَبِلَ من نهاره حرارةَ جوِّهِ المرتفعة. أخذْنا نتكلّم على الآتي، على أفراحه وصعوباته. سألتُهما أن يصفا علاقتهما. قالا معًا كما لو من فم واحد: "نحن صديقان". اكتفيتُ بما سمعتُهُ! ولكنّي أكملتُ اللقاء إلى النهاية. لا أعتقد أنّ هناك ما يُرَدُّ فيه على ما سمعاه أعظم بلاغةً ممّا سمعتُهُ. ليس هناك ما يحيي الحياة المشتركة، أي يجدّدها في كلّ يوم، أي ينقذها من الرتابة والملل واجترار الأيّام في تشابه قاتل، مثل أن يحبّ الزوجان أن يقضيا أوقات فراغهما معًا. هناك بيوت، يسكنها أزواج، تشبه المنفى، تشبه السجن…، وهناك بيوت فنادق، وأخرى جحيم. الصداقة نار الحياة، تدفئها وتطهّرها. تغلق الباب على كلّ متطفّل، على كلّ غريب. تفتح الحياة دائمًا على الأجمل، على الباقي. الكلام والصمت هنا أحلى الكلام. لن أنسى هذا اللقاء.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content