بعد الخدمة الإلهيّة يوم الأحد، خفّ إليَّ أحد الشباب الذين يعاونون في الهيكل. كان يحمل هاتفه مفتوحًا على موقع ينشر خبرًا عن كنيسة القدّيس بورفيريوس، في جنوبي غزّة، التي هَدمت إسرائيلُ، قبل شهر، بعضًا من ملحقاتها على أهلها. هذه ليست المرّة الأولى التي يمدّني فيها هذا الشابّ بخبرٍ عن غزّة أكتب عنه. أراني صورًا من القدّاس الإلهيّ الذي أقيم في الكنيسة يوم الجمعة الفائت. ثمّ قال: "إصرار المؤمنين في غزّة على التزام العبادة، في هذه الأيّام، حكاية من حكايات الفصح الذي يهزم كلّ حزن وموت". سمعتُهُ بفرح. ذكرُ الفصحِ مغرٍ في غير سياق. طلبتُ منه أن يقرأ الكلمات التي ترافق صور المصلّين. كانت دعاءً من أجل "نجاة المدينة...". ختم القراءة، ثمّ قال: "هل من ردّ أوفق من هذا الدعاء على كلّ مَن يعمل، بالتآمر والاعتداء، على إجلاء أهل غزّة عن ديارهم؟"! لا ردّ أوفق.
جميع الحقوق محفوظة، 2023