20سبتمبر

ميزة الحبّ

أمس، كنتُ أمشي في منطقة قريبة. على الطريق، في أحد الأحياء الداخليّة، كان رجل يفترش الأرض هو وفتًى يدلّ الشبه بينهما على أنّهما أب وابنه. كانا يفطران. الأب أنهى وجبته. بينما الابن كان ما زال يقضم من "منقوشة صعتر"، ويشرب من قنينة مرطّبات لم يكن مثلها أمام أبيه. المعنى واضح. الأب اختصر طعامه. عناني هذا المشهد. لا أقول إنّه جديد على أحد. هذا نشاهده في كلّ يوم، في كلّ مكان، في بيوتنا، على الطرقات… لِم استطاع هذا المشهد أن يبقى معي؟ يمكنني أن أذكره بتفاصيل أخرى، طريقة الجلسة على الأرض، والحديث الذي يشعرك، من بعيد، أنّ الفرح أقوى من الفقر وأكثر حرّيّةً من سجونه. هل لاحظ الابن أنّ أباه ميّزه في فطوره؟ أن يلفّك الحبّ طبيعيًّا، هذه ميزة الحبّ.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content