يوم دعيتُ، ما كنت أعي تطفّلي وتسرّعي. أخذني تشجيع رفقتي، وحبّي لكنيستك، وقبلت.
اليوم أعي.
لقد أخذت أرى نفسي على حقيقتها. أنا دخيل تربّع في مكان ليس له.
كيف رضيتَ بي؟ ماذا جرى لك؟ هل أذكّرك بمكان من أقمتني؟ أنت تعرفهم. أخجل من ذكر أسمائهم. ذكرهم نار محرقة. وأنا كالثلج البارد، وكالعبد البطّال.
أنا لا أتواضع أمامك. أنت تعرف ضعفي، و"تعرف كلّ شيء".
لا أريد أن أهرب. كان عليّ أن أفعل ذلك يوم دعيتُ. لقد جَبُنْتُ، وقبلتُ.
لو كنتُ رجلاً حقًّا، لهربتُ.
كان من الواجب أن أبقى في موقعي. موقعي الجديد لا يوافقه أمثالي. الآن بتّ أعلم.
أنت رفعتني من الحضيض، وأكرمتني. وما فعلته معي، لا أستحقّه. الآن بتّ أعلم.
قرّبتني منك.
كنت أحاول قربك، وزدتني قربى. وفضحني موقعي.
كلّي عيوب. أنت ترى. كلّي تخاذل. أنت ترى.
إن كنت تريدني أن أبقى، في موقعي الجديد، فخذْ عنّي عملي. خذْ عنّي عملي، أو علِّمني أن أجعل موقعي موقعًا لك.
اعتبرني سفينة، وكلّم الناس منّي. اعتبرني دارًا، جبلاً، مجمعًا، سهلاً، طريقًا، حافّة بئر، بحرًا، شاطئًا، هيكلاً، وافعل.
لا شيء ينفعني، في موقعي، إن لم تتّخذني أنت موقعًا لك.
الآن علمت. لا تحاسبني على جهلي الأوّل. الآن علمت. خذني، وإن متأخّرًا، موقعًا لك، وصحّح تاريخ خدمتي.